المراهقون والحب المتبادل !
كثيرا من الآباء والأمهات لا يعرفون كيف يتعاملون مع أبنائهم وبناتهم في سن المراهقة فيسيئون إلى أبنائهم من حيث لا يعلمون
!
لنتعامل جيدا مع المراهقين علينا أن ننظر إلى الأمور بمنظارهم، فالمراهق يرى نفسه بصفة جوهرية كالبالغ ويحس بأنه رجل والفتاة امرأة .
المراهق و أقصد هنا الفئة العمرية التي تقع بين 15 – 17 عاما، فالشاب يحمل هوية مستقلة ويستطيع أن يقود السيارة .. ينخرط في الجيش.. يعمل .. الخ. وما ينطبق على الشاب ينطبق على الشابة، فهي أيضا تستطيع أن تتزوج وتنجب وتصبح أما وتدير منزلها.
علينا إعادة النظر في كيفية معاملة أبنائنا سواء الذكور منهم أو الإناث وعلينا الكف عن معاملتهم بنفس الطريقة منذ أن كانوا صغارا، يجب أن تكبر المعاملة مع تقدم أبنائنا في السن.
يجب الكف عن إلقاء الأوامر ( افعل ولا تفعل ) وإلا سوف يشعر المراهق بالامتعاض والضيق وسوف يفقد الاهتمام والرغبة في التعليم وتحقيق الأهداف.
علينا أن نشعر المراهق ( المراهقة ) بأنه محل احترامنا وتقديرنا وبذلك سوف يبادلنا الاحترام وعدم شعوره بذلك سيولد لديه الرغبة في التمرد والعصيان !
يجب علينا أن نعطيهم الفرصة ونساعدهم على التعبير عن أنفسهم و طرح أفكارهم ومناقشة اهتماماتهم وذلك بالتالي سوف يقوي الشعور بالثقة لديهم .
الدعم المعنوي والمساندة منا تساهمان في تحويل الأبناء إلى فاعلين في الحياة ، فعلينا البحث عن مواهبهم الفطرية وتشجيعها وتنميتها وبنائها، فمثلا هل يحب الرسم ؟ .. هل يحب القراءة ؟ .. هل يحب الأعمال اليدوية الهندسية ؟ .. هل يحب الكمبيوتر والبرمجة ؟ ..هل يحب ممارسة الرياضة ؟ ... الخ
يجب علينا أيضا أن نخصص وقتا لأبنائنا للجلوس معهم ومحاورتهم حول ما يدور من حولنا من أحداث سواء اجتماعية أو رياضية أو سياسية . يجب أن نستمع لوجهات نظرهم ونسألهم عن رأيهم وتصورهم لتلك الأحداث وماهي الحلول لتلك المشاكل .
علينا إشاعة جو الفرح في المنزل و تبادل الطرائف والابتسامات معهم .
كلما اقتربت منهم وعاملتهم كأشخاص بالغين واحترمت أرائهم وتفكيرهم زاد الحب والاحترام والتقدير المتبادل . كلما تواصلت معهم كلما زاد اتصالهم بك وقربهم منك وزاد حبهم وودهم والتجؤا إليك أكثر وبذلك تكون قد كسبتهم وكسبت ثقتهم فيك وسوف يكون لك نفوذ وتأثير عليهم أكثر من أي شخص آخر في هذا العالم ولن تخشى عليهم أبدا من أن ينحرفوا أو يسيطر عليهم غيرك .
سر العلاقة الجيدة بين الأبناء ووالديهم هي أن يشعر الأبناء بأنك تحادثهم كبالغين وأنك مستعد للاقتناع بوجهات نظرهم .